النظرية الاتصالية Connectivism للتعلم و المعرفة ومبادئها::


فى ضوء الانتقادات السابقة لنظريات التعلم:السلوكية، والمعرفية، والبنائية، قدم "سيمنز" نظريه تسمى النظرية الاتصالية للتعلم والمعرفة Connectivism.ويعرفها "سيمينز 2005بأنها "نظرية تسعى إلى أن توضيح كيفية حدوث التعلم فى البيئات الإلكترونية المركبة، وكيفية تأثره عبر الدنياميكيات الاجتماعية الجديدة، وكيفية تدعيمه بواسطة التكنولوجيات الجديدة.  
ويشير "سيمنز2004"إلى أن التعلم الشخصي المنظم هو مجموعة من المهام المتكاملة، وأن المعرفة الشخصية تتألف من شبكة من المعارف تغذى وتمد المؤسسات المختلفة بالمعارف المتنوعة، وتقوم هذه المؤسسات بعملية التغذية الراجعة لهذه الشبكة ومن ثم يستمر تعلم الفرد.وتحاول النظرية الاتصالية أن توفر فهماً واضحاً لكيفية تعلم المتعلمين فى المؤسسات التعليمية.والتعلم من وجه نظر النظرية الاتصالية هو معرفة قادرة على الفعل، يمكن أن يقع خارج أنفسنا (داخل مؤسسات)وفيه يركز المتعلم على عمل صلات بين المعلومات، والمعارف المتخصصة، والصلات التى تمكننا من أن نتعلم جديداً وكثيراً من المعارف بصورة هادفة تكون أهم من المعارف الساكنة الحالية الموجودة لدى الفرد.
 والاتصالية أو عمل صلات من جانب المتعلم يكون مدفوعاً نحو اتخاذ قرارات جديدة مبنية على أسس علمية ،حيث يتم باستمرار اكتساب المعلومات الجديدة واستنتاج الاختلافات بين المعلومات المهمة وغير المهمة وإدراك متى يتم استبدال المعلومات المكتسبة مسبقاً بمعلومات ومعارف جديدة كل هذا يعد من الأمور الحيوية والأساسية بالنسبة لعملية التعلم لدى المتعلم . 
ويوجد فرق بين النظرية الترابطية، والنظرية الاتصالية ويتمثل ذلك فى أن النظرية الترابطية قد برهنت فاعليتها كنظرية تشرح طبيعة العمليات المعرفية الموزعة Distributed Cognition على المستوى الفردي، أما النظرية الاتصالية فهى تفسر كيفية توزيع المعرفة خلال شبكة تتضمن المتعلمين، والتقنيات، والأدوات غير البشرية، ولا تقتصر فقط على المعرفة الموزعة داخل دماغ المتعلم كما هو الحال فى النظرية الترابطية.
مبادئ التعلم الشبكي والاتصالية Networked Learning and Connectivism :
التعلم الشبكي مجموعة فرعية للاتصالية، وعند تقديم هذه النظرية يجب الاهتمام بالمبادئ التربوية التالية:
1.    التعلم والمعرفة يكمنان فى تنوع الآراء.
2.    التعلم عملية تصل بين العقد Nodesالمتخصصة أو مصادر المعلومات.
3.    التعلم يمكن أن يكون موجوداً فى أجهزة وأدوات غير بشرية.
4.    القدرة على معرفة المزيد من المعارف أهم مما هو معروف حالياً.
5.    ضرورة الحفاظ على الصلات من أجل تسهيل عملية التعلم المستمر.
6.    تعد القدرة على رؤية الصلات بين المجالات، والأفكار، والمفاهيم من المهارات المحورية.
7.    تعد المعرفة الدقيقة للأحداث مقصد كل أنشطة التعلم الاتصالية.
8.  اتخاذ القرار فى حد ذاته عملية تعلم، واختيار ما نتعلمه ومعرفة المعلومات الجديدة ويرى عبر عدسات الواقع المتغير ،فبينما توجد إجابة صحيحة الآن فربما كانت هذه الإجابة خطأ غداً وذلك بسبب التغيرات فى مناخ المعلومات التى تؤثر على القرار.
9.    إن التعلم الشبكي يرتبط ويتناول بشكل كبير المبدأ الثاني فى الاتصالية :تكوين الشبكات.
النظرية الاتصالية: التعلم كابتكار للشبكات:
يتم فى أغلب الأحيان مراجعة النظريات الموجودة عن موضوع معين لكى تعكس البيئات التعليمية المتغيرة، ونتيجة للمراجعات المستمرة تصبح النظريات معقدة وصعبة التطبيق ولا تعكس الموضوع الذى تهتم به وتفسره. ويتم حل ومواجهة عيوب نظريات التعلم المتعارف عليها وهى:السلوكية، والبنائية، والمعرفية فى ضوء التعلم كتكوين للصلات أو الارتباطات عبر شبكات الانترنت.فالنظرية الاتصالية ترى التعلم كعملية تكوين للشبكات أو الترابطات.  
ما هى الشبكة Network؟
تتطلب الشبكة عنصرين على الأقل هما:
1- العقد Nodes:
العقد تحمل أسماء مختلفة عن موضوعات ومعارف مختلفة، وبغض النظر عن الاسم فالعقدة تعد أى عنصر يمكن أن نصله بعنصر آخر.
 
2- الصلات Connections:
هى أى نوع من الروابط Links بين العقد Nodes.وتوجد عوامل متنوعة تؤثر على كفاءة العقد وقدرتها على تكوين الصلات Connections، فكلما كانت الصلة بين العقد قوية، ازدادت سرعة تدفق المعلومات وانسيابها، والمعارف، انتقالها من مجال معرفى  Domainإلى آخر بسهولة نسبية.ونظام المعلومات والمعارف هو سلسلة متصلة بين العقد، والتعلم هو العملية التى تحدث عندما يتم نقل المعرفة وتحويلها إلى شئ ما له معنى، وخلال هذه العملية فإن التعلم هو فعل ترميز وتنظيم العقد Nodes والروابط لتسهيل تدفق المعلومات، والمعارف كما يوضح شكل(2).
 
أنواع العقد Types of Nodes
أى عنصر فى الحقيقة يمكن تجربته أو اختباره يمكن أن يصبح عقدة، والأفكار، والتفاعلات، والمشاعر مع الآخرين، والبيانات، والمعلومات الجديدة يمكن أن نراها كعقد Nodes، وتجمع هذه العقد سوف يؤدى إلى شبكة.والشبكات يمكن أن تتحد لتشكل شبكات أضخم.وتتميز العقدة بمعنى عام يمكن أن تكون موجودة مع شبكة حتى ولو لم تكن متصلة اتصالاً قوياً، وكل عقدة لها القدرة والكفاءة على أن تعمل وتؤدى وظيفتها حسب أسلوبها، والشبكة في حد ذاتها تجمع من العقد وتتضمن الشبكة:
- المحتوى(البيانات أو المعلومات).
- التفاعل.
- العقد الثابتة(بنية المعرفة المستقرة).
- العقد الديناميكية(التغير المستمر والمؤسس على المعلومات والبيانات الجديدة).
- العقدة المتطورة ذاتياً (العقد التى ترتبط ارتباطاً محكماً بمصدر معلوماتها الأصلي).
- العناصر العاطفية والوجدانية(العواطف والمشاعر التى تؤثر على منظر الصلة والتشكيلات والصياغات المحورية).
والبيانات والمعلومات تكون عناصر قاعدة البيانات التى تحتاج إلى اختزانها ومعالجتها بأسلوب يسمح لها بأن تتطور على نحو ديناميكي داخل الشبكات القائمة، وحيث إن عناصر قاعدة البيانات تتطور وتتحدث فإن الشبكة تنمو بصورة تتسم بالابتكار والذكاء.
تكوين الوصلات Types of Connections
يوجد العديد من العوامل التى تؤثر على تكوين الوصلات الجيدة من أهمها:الانتباه، وملائمة المعلومات، والإحساس بالجدارة والقناعة كلها عوامل تؤثر على تكوين وصلات جيدة.مع أن الوصلات هى أساس تعلم الشبكات، فإنها ليست متساوية التأثير في بنية الشبكات، ويمكن تقوية الوصلات بالاعتماد على عوامل أخرى من أبرزها:
1- الدافعية Motivation:
          الدافعية مفهوم من المفاهيم صعبة التفصيل على نحو كامل، وتنشأ الصعوبة في أن الدافعية تتأثر بعواطفنا وانفعالاتنا ومنطقنا.فالفرد ذو الهدف الواضح يمكن أن تكون لديه دافعية أكبر؛ لأنه يرغب في تعلم موضوع جديد.وتحدد الدافعية ما إذا كنا نستقبل مفاهيماً معينة باهتمام ورغبه،كما تحدد رغبتنا لدعم وصلات شبكية أعم من خلال القيام بعمليات مثل: التفكير، والمنطق، والاستدلال وغيرها من العمليات الأخرى، إذ أن التعلم هو ترميز للعقد وتكوين الوصلات عبر القيام بعمليات عقلية معينة.
2- العواطف والانفعالات Emotions:
تؤدى الأحاسيس والعواطف Emotions دوراً مهماً في تقدير العقد وتقويمها، وتحديد الرؤى ووجهات النظر المتناقضة،كذلك تعد من العوامل المؤثرة التى يتم من خلالها تطبيق آراء وخصائص معينة على شبكات أخرى.  
3- التعرض Exposure:
          التعرض والتكرار طريقة ممتازة لتقوية الوصلات، فنمو وبروز العقدة يزيد كلما ارتبطت بها المزيد من العقد والأفكار التى ترتبط بقوة بالأفكار الأخرى التى تنضم وتتكامل بسرعة مع الشبكة وهذا عامل مهم بالنسبة لصعوبة التغير الشخصي الذى قد يؤدى إلى تكوين عقدة مخادعة.
          وتستمر العقدة ولكن يكون لها احتكاك محدود داخل كل شبكة، وعندما تبدأ العقدة في تكوين وصلات مع عقد أخرى تحصل على احتكاك وتبدأ في الارتباط والاتصال بدرجة كبيرة بالعقد الأخرى، وتمثل هذه ميزة حقيقية، حيث تستمر في تكوين وصلات داخل الشبكة حتى تبتكر شبكة فرعية أخرى من الوصلات داخل البنية الأكبر، وعند هذه النقطة يكون لها القدرة على التأثير على الشبكة الأكبر الموجودة في الأصل.
4- صياغة أنماط ونماذج مبتكرة Patterning:
          تعد صياغة الأنماط والنماذج أهم عنصر من عناصر التعلم وهى عملية إدراك طبيعة وتنظيم الأنواع المختلفة الأخرى من المعلومات والمعرفة.حيث تحدد الأشكال المبتكرة من خلال هذه البنيات مدى الاستعداد ومدى سهولة عمل الوصلات، ويؤدى التعرف إلى النماذج والعينات إلى نمو في المعرفة عبر عناصر الشبكات المماثلة، ويقلل الازدواجية إلى أقل درجة ممكنة.
5- المنطق Logic:
يعد المنطق من العناصر الرئيسة في عملية التعلم، فالكثير مما نتعلمه وتعلمناه يكون النتيجة والحاصل الثانوى للتفكير، والتفكير مثل المنطق ولكنه لا يسمح كثيراً بتبادل المشاعر والعواطف، وتتضمن عملية التفكير وبناء شبكات التعلم وتنظيمها.ويمكن أن يساعد المنطق في توفير الوقت لبناء العقد التى تكون الوصلات الشبكية، والوصلات يمكن أن يتم تكوينها بدون فكر شعورى، وتتحسن العملية تحسناً جوهرياً عندما توجه بواسطة الاستدلال المركز.والمنطق مهم لتكوين الوصلات، حيث يقوم بتقويم النماذج المختلفة والتعرف عليها بين مفاهيم وعناصر الشبكات المختلفة.
6- الخبرة Experience:
تعد الخبرة من الجوانب المهمة في ابتكار الشبكات، فقدر كبير من التعلم يأتى عبر الوسائل غير الرسمية، والخبرة عامل منشط وقوى لاكتساب العقد Nodes الجديدة وتكوين الوصلات بين العقد القديمة الموجودة مسبقاً، والعقد الجديدة.والمتعلمون الذين يتخرجون في الجامعة أو الكلية تكون لديهم عقد (معلومات، ومعارف) ولكن وصلاتها تتشكل عندما يكون المتعلم داخل المجال الذي يعمل فيه نشطاً، والخبرة بهذا المعنى يمكن أن تكون مكونه أو مسهلة لتكوين الشبكات، فالممارسة الجيدة للمتعلم في التعليم الجامعي توفر رابطة قوية بنظرية التعلم عبر الشبكات، وتتضمن الممارسة الجيدة في التعليم الجامعي التالى:
- تشجيع الاتصال بين الطالب والمؤسسة التعليمية.
- تنمية التبادل والتعاون بين الطلاب.
- تشجيع التعلم النشط.
-  إعطاء تغذية راجعة مدعمة وقوية.
- التأكيد على أهمية الوقت في إنجاز المهمة.
- الاهتمام بالمواهب وطرق التعلم والتعلم الحديثة.
وبالمثل توجد أحداث تدريسية تتكامل مع نظرية تكوين الشبكات وهى:
- إعلام المتعلمين بالهدف.
- استثارة وتحريك التعلم السابق.
- تقديم المثير.
- توفير توجيه التعلم(الترميز الخاص بمعاني وتركيب الكلمات).
- توفير التغذية الراجعة(التعزيز).
- تقييم الأداء.
- إثراء التعلم والعمل على انتقاله وتعميمه.
ابتكار المعنى Creating Meaning:
المعنى في الشبكة يتم ابتكاره عبر تكوين الصلات، وترميز العقد Nodes ووجود عقدة جديدة لا يضمن التعلم، وإضافة عقدة جديدة داخل الشبكة لا يضمن تحول المعرفة أو انتقال المعنى، ويجب ترميز العقدة في البداية وجعلها ذات صلة بعناصر شبكية أخرى،ولا يتم تقويم المعنى على مستوى واحد فقط،بل إنه ناتج ثانوي لعملية معقدة من الانعكاسية والتقويم، وهذا يوضح أن البيانات، والمعلومات، والمعارف والمعنى تكون العناصر الرئيسة لدورة التعلم.

 
خصائص وسمات شبكات التعلم Characteristics of Learning Networks:
توجد خصائص كثيرة للشبكات انتقلت من علم الاجتماع إلى مفهوم التعلم الشبكي ومن أبرزها:
1- تأثير العالم الصغير Small World:
معظم العقد داخل الشبكة تكون متصلة بمسار صغير، وتتدفق المعلومات من مجال واحد إلى مجال آخر، وشبكة التعلم تحتوى على مسارات صغيرة بين عناصر المعلومات.
2- الصلات الضعيفة Weak Ties:
الصلات الضعيفة عبارة عن روابط أو كبارى تختص بالصلات القصيرة بين المعلومات، وإن كثيراً من المعلومات تأتى من هذه الوصلات نتيجة ارتباطها بشبكات أخرى مختلفة عنها، وتساعد هذه الصلات على تنمية أساليب التفكير المختلفة لدى المتعلمين.
3- الشبكات الخالية من المقياس Scale Free Networks:
يتصل فى هذا النوع من الشبكات بعض الأعضاء بدرجة أقل والبعض الأخر يتصلون بدرج أكبر نتيجة امتلاكهم لمكانه أقدم فى الشبكة، والشبكات من هذا النوع تكون مرنة وليست محصنة ضد الهجوم.
4- المركزية Centrality:
تتناول المركزية الوضع البنائى لعقدة داخل شبكة، وتقوم بتوضيح طبيعة العقدة وعلاقتها ببقية الشبكة وقد تتأثر المركزية بعدة عوامل منها: التقارب، والبينية بين العقد.
التحكم وتدفق المعرفة:Control and knowledge Flow
يحدث تدفق للمعرفة والمعلومات عبر عقد Nodesمعينة بأسلوب يعكس الشبكة الموجودة، وقد يواجه متعلمان المعلومات نفسها، ومع ذلك يقومان بترميز العقدة الجديدة داخل شبكتهم بطرق مختلفة،وما يكون مقنعاً لأحدهما قد لا يكون مقنعاً لشبكة الأخر، وبالتالي كيف تتدفق المعرفة داخل الشبكة؟
وتتضمن المعتقدات الراسخة لدى المتعلم أن المعلومات الجديدة تسلك طريقها عبر الشبكة القائمة ويتم تقويم المعلومات الجديدة وترميزها داخل شبكة التعلم.وكمثال على ذلك إذا اعتقد شخص أنه لا يثق كثيراً فى المجتمع الذى يعيش فيه، فالأنشطة التى يقوم بها فى حياته العملية لا بد وأن تفسر فى هذا الإطار.وبطريقة مماثلة عندما يتم تقديم المعرفة إلى شبكة تعلم وتتناقض مع المعرفة الموجودة بالفعل لدى المتعلم، فإن شبكة التعلم الموجودة تحاول أن تدفع العقدة الجديدة إلى مكان مهمل؛ ونتيجة لذلك فإن العقدة الجديدة لا تحصل على مكانة مهمة مع الشبكة الأكبر، وإذا لم تكتسب العقدة الجديدة مستوى من المكانة، فإن المعرفة الجديدة تسلك طريقها عبر العقدة وتسمح لها أى العقدة أن تتكاثر من نفسها أو تتعدد منها.
 أما بالنسبة لمعوقات تدفق المعلومات فهى تلك العناصر التى تقلل إمكانية تدفق المعلومات والمعرفة ومعظم هذه المعوقات يتضمن عناصر مثل:الانحيازات، والمفاهيم الخطأ المدركة مسبقاً، أو ضعف المرونة لدى المتعلم، أو مشاعرنا ، وكذلك المعلومات الضعيفة أو غير الملائمة للشبكة القائمة أو المعلومات التى قد تكون غير صحيحة.كذلك توجد موانع خارجية تمنع تدفق المعلومات منها:ثقافة المجتمع، والبيروقراطية، واقتسام المعلومات بين الأفراد.كل ذلك يحدد مدى تدفق وانسياب المعلومات بين الشبكات.ومن العوامل التى تزيد من انسياب المعلومات بين الشبكات عوامل عديدة من أهمها:المبادلة والدافعية لدى المتعلمين إذ يعدان من العوامل الرئيسة لتدفق المعلومات.
استخدام شبكات التعلم Uses of Learning Networks:
تتشكل الشبكات باستمرار بصورة ديناميكية، ويمكن أن تتجمع على شكل بنيات أكبر (شبكة الشبكات).كما يمكن تفكيك الشبكات وتحويلها إلى بنيات أصغر؛ على سبيل المثال:الشخص الذى لديه نوع من شبكة التعلم الشخصية، وعندما يعمل فى منظمة ما فإنه يحضر معه الشبكة الخاصة به ويتحد مع الشبكة الأكبر الخاصة بالمؤسسة أو المنظمة، وفى سياق الحياة اليومية نحن نتنقل بين العديد من الشبكات ونتصرف باستمرار من خلال الشبكة الخاصة بنا والشبكة الخاصة بالحياة اليومية.
وإدراكنا أننا نتنقل باستمرار داخل الشبكات وخارجها يوفر نقطة بداية مهمة لمؤسسات التعليم العالي، حيث إننا نكتسب عقداً Nodesجديدة، ونشكل وصلات جديدة، ونتجمع فى شبكات أكبر أو نتفكك إلى شبكات أصغر وبذلك فإننا نتعلم ونتكيف باستمرار ونتفاعل ديناميكياً مع العالم من حولنا.
تصحيحات داخل الشبكات Corrections Within Networks:
توجد بعض الجوانب يجب أخذها فى الاعتبار عند تناول شبكات التعلم من أبرزها التالي:
1- عدم استمرارية العقد داخل الشبكات :
لا تستمر كل العقد داخل الشبكة ولا تظل مناسبة بشكل دائم، فقد تضعف هذه العقد داخل البيئات المختلفة، وهذا الضعف يمكن أن يحدث بطرق كثيرة من أبرزها: فقد الصلات بين الشبكة، فالمتعلم الذى يواجه باستمرار معلومات ومعارف جديدة سوف يطور نفسه ديناميكياً ويعيد شبكة تعلمه ومعتقداته الذاتية.
2- شبكات التعلم ذات التنظيم الذاتى Self-Organizing:
شبكات التعلم ذات تنظيم ذاتى، فالمعلم يمكن أن يؤثر على ابتكار عقد جديدة، ولكن استقبالية المتعلم أى طبيعة شبكة التعلم داخل المتعلم سوف تحدد مدى فعالية تكامل المعلومات الجديدة، ويعرف التنظيم الذاتي بأنه التكون التلقائي للبنيات ذات التنظيم الجيد، وكذلك فإن السلوكيات ذات التنظيم الجيد أيضاً، وإدخال عقد جديدة داخل شبكة التعلم الخاصة بالمتعلم يمكن أن يكون عاملاً محفزاً لإعادة التنظيم السريع.
3-الشبكات ذات الطبيعة التكيفية Networks are Adaptive:
تتكيف وتتأقلم الشبكات حسب العالم من حولها، فالعقد داخل الشبكة تحدث وتتطور من نفسها بصورة سريعة؛ مما يفيد بنية الشبكات،ونحن نرى هذه الظاهرة فى ضوء نمو المعرفة البشرية عبر نصف القرن الماضي، فالتقدمات فى العلم والمجتمع يمكن أن تنسب بشكل كبير إلى قدرة الأفراد المتزايدة وكذلك المنظمات على أن تتصل ببعضها البعض.   

 
البعد البيئى فى الشبكات:إيكولوجية الشبكات  Ecology:
تحتاج الشبكات أن تحدث داخل شئ ما وهذا الشئ يوصف بأنه "إيكولوجية".فالشبكة عملية مبنية والعقد والصلات تكون البنية الأساسية لها وعلى العكس الايكولوجية كائن حى يؤثر على تكوين الشبكة ذاتها ،كما يوضح شكل(3).
على سبيل المثال فإن كل متعلم فى المؤسسة التعليمية يمتلك شبكة تعلم شخصية تتأثر صحة هذه الشبكة بمدى مناسبة الأيكولوجية(البيئة) التى فيها يكون التعلم موجوداً(الكلية أو الجامعة) وإذا كانت الايكولوجية غير صحيحة فإن الشبكات لن تتطور إلى أقصى درجة تطور، ومن مهمة المعلمين والمدربين ابتكار ودعم إيكولوجية تعلم تسمح للمتعلمين من أن يثيروا بسرعة وبفعالية من تعلمهم الموجود مسبقاً.
وحسب النظرية يعرف التعلم على أنه عملية ابتكار للشبكات، كما أنه فعل ووظيفة فى ظل تحكم المتعلم، لذا فإن المصممين يحتاجون إلى التركيز على البيئة النموذجية للسماح بالتعلم أن يحدث، وعند إعادة تنظيم التعلم من جديد نحتاج إلى إعادة التفكير مرة أخرى فى كيفية تصميم التدريس.لذلك فإن المتعلمين يمكن تزويدهم بمنظومة ثرية من الأدوات ومصادر المعلومات لاستخدامها فى ابتكار أفكار جديدة، بدلاً من تقديم المحتوى وما يتضمنه من معلومات ومعارف بأسلوب خطى.كما يمكن يمكن للمؤسسة التعليمية أن تساعد المتعلمين على تنمية التفكير الناقد، وذلك بالتركيز على ابتكار إيكولوجية(بيئة) المعرفة، وتكوين الروابط، والصلات بواسطة المتعلمين أنفسهم.
التعليم الإلكتروني فى ضوء النظرية الاتصالية:
إن التعليم الإلكتروني لا يعنى توفير أجهزة كمبيوتر وشبكات انترنت فى الفصول الدراسية فقط، ولا يعنى أيضاً نقل المحتوى التعليمي كما هو، ونشره على شبكة الانترنت، فقضية التعليم الإلكتروني ليست تقنية بالمقام الأول، بل تطويع التقنية لتيسير عملية التعليم والتعلم.ويركز التعليم الإلكتروني على تعلم الطالب، وهذا يعنى أن دور المتعلم فى عملية التعليم والتعلم قد تغير، وبالتالي فقد تغير دور المعلم هو الآخر من كونه مصدراً للمعلومات إلى كونه ميسراً ومنظماً ومخططاً لعملية التعلم وغير ذلك من الأدوار التى يقتضيها تحول المتعلم من مستقبل سلبي للمعلومات إلى متعلم فعال، وهذا الموقف التعليمي يتم فى بيئة غنية بمصادر المعلومات والمعارف.
وقد يعتقد البعض أن التعليم الإلكتروني على شكل مقرر تدريبي معتمد على شبكة الانترنت أو على أجهزة الكمبيوتر بديل مباشر للصف الدارسى التقليدي الذي يتم فيه التعلم وجهاً لوجه، لكن الأسلوب الأكثر شيوعاً هو اختيار منتج ثم التخطيط لتنفيذ المحتوى الموجود فى هذا المنتج، وفى أغلب الأحيان يفشل هذا الأسلوب فى تحقيق الفائدة المرجوة وقد يعود السبب الرئيس لهذا الفشل إلى قلة الاهتمام ببيئة التعلم التي تشمل سياق التعلم، وأساليبه، والتفاعلات البشرية بين المشاركين والتوفيق بين الأدوات والعمليات من جهة وبين أهداف التعلم ونواتجه من جهة أخرى.ومن أبرز السمات المرتبطة بالتعليم الإلكتروني ما يلى:
أ- التعلم النشط:
يعد التعلم النشط سمة أساسية فى التعليم الإلكتروني وملمحاً أساسياً فى كثير من شبكات الإنترنت التى تحتوى على مهارات متزايدة ومتنوعة لكل المشاركين ، وبخاصة المشاركين بصورة مباشرة Online.
ب- التعلم التعاونى:
أصبح التعلم التعاوني فى معظم الشبكات دليلاً على نجاح المشاركين المستمر، حيث إن التركيز على تعلم بعضهم البعض والتفاعل مع الشبكات الأخرى من خلال: مؤتمرات الويب، والرقابة ، والإشراف، والتواصل والتفاعل غير الرسمي بين الأقران، والأنشطة الجماعية البنائية، سمات أساسية فى التعليم التعاوني عبر الشبكات.
جـ- مجتمعات التعلم:
تطورت شبكات التعليم الإلكتروني إلى مجتمعات للتعلم، حيث أسست وجودها ومواقعها على الويب،ففى شبكات التعليم الإلكتروني توجد منتديات للمناقشة النشطة، والرسائل الإخبارية وقوائم البريد الإلكتروني وغيرها.

هناك تعليقان (2):


  1. WHAT IS THE PRICIPLES OF QUALITY MANAGEMENT?
    UJ
    UJ

    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University

    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://medicine.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of Medicine
    [url]http://medicine.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://arts.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of arts
    [url]http://arts.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://law.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of law
    [url]http://law.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://business.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of business
    [url]http://business.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://centers.ju.edu.jo/en/ctc/Home.aspx
    Cell Therapy Center
    [url]http://centers.ju.edu.jo/en/ctc/Home.aspx[/url]
    http://sites.ju.edu.jo/en/pqmc/Home.aspx
    Accreditation and Quality Assurance Center
    [url]http://sites.ju.edu.jo/en/pqmc/Home.aspx[/url]
    http://science.ju.edu.jo/Home.aspx

    Faculty of science
    [url]http://science.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx

    ردحذف
  2. من صاحب النظرية الاتصالية؟

    UJ
    UJ

    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University

    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://medicine.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of Medicine
    [url]http://medicine.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://arts.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of arts
    [url]http://arts.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://law.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of law
    [url]http://law.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://business.ju.edu.jo/Home.aspx
    Faculty of business
    [url]http://business.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://centers.ju.edu.jo/en/ctc/Home.aspx
    Cell Therapy Center
    [url]http://centers.ju.edu.jo/en/ctc/Home.aspx[/url]
    http://sites.ju.edu.jo/en/pqmc/Home.aspx
    Accreditation and Quality Assurance Center
    [url]http://sites.ju.edu.jo/en/pqmc/Home.aspx[/url]
    http://science.ju.edu.jo/Home.aspx

    Faculty of science
    [url]http://science.ju.edu.jo/Home.aspx[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx
    Jordan University
    [url]http://www.ju.edu.jo[/url]
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx

    ردحذف

قد يهمك أيضاً :