النهي عن الكدية والمسألة والتسول والتنفير من ذلك عند الاسلام:

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ0ccsXaIbxqKX0r1bQd9RgVII7434mPBvVn-6VdCyo_rN0wWkg

http://www.14october.com/files/issues/5fc29a58-83a9-4873-b5fb-f8a353ef33ae/Caricature.jpg

كما حث الإسلام على العمل لكسب الرزق، فقد ذم المسألة وذم استجداء صدقات الناس وأعطياتهم إلا عند الحاجة الماسة، ودفع المسلمين إلى أن يصونوا نفوسهم عن ذلك، ويسموا عن المذلة ويحفظوا لها كرامتها.
الكدية في اللغة:
الكُدْية - بضم فسكون - سؤال الناس واستعطاؤهم).
والمسألة هي: (سؤال الناس شيئًا من أموالهم على سبيل الصدقة والإحسان في غير موجب شرعي مع القدرة على الاكتساب).
والتسول: (طلب الصدقة من الأفراد في الطرق العامة).
يتضح من ذلك، أن الكدية والمسألة والتسول كلها بمعنى واحد، وتنصب على استجداء الناس وتكففهم الحسنة والصدقة.
السنة النبوية:
المتتبع للفظ سأل وما اشتق منه في الحديث النبوي، يجد أنه  ورد قرابة 450 مرة).
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: ((ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((من سأل الناس أموالهم تكثرًا فإنما يسأل جمرًا فليستقل أو ليستكثر)).
وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله r: ((إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطانًا أو في أمر لابد منه..)).
وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه..)).
وهذا قليل من كثير، والسنة مليئة بالأحاديث).  
الآثار:
يقول أيوب: (كسب فيه شيء أحب إليَّ من سؤال الناس).
ويقول الفاروق رضي الله عنه: (ليس في الإسلام سؤلة).
ويقول أكثم بن صيفي: (كل سؤال وإن قل أكثر من كل نوال وإن جلَّ).
وكان سعيد بن المسيب - رحمه الله - يقول: (من لزم المسجد وترك الحرفة وقبل ما يأتيه فقد ألحف في السؤال).
ويقول أحمد بن حنبل - رحمه الله -: (ما أحسن الاستغناء عن الناس).
وعن حكيم بن قيس عن عاصم عن أبيه أنه أوصى بنيه فقال: عليكم بالمال واصطناعه فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب الرجل.
ولابن عمر رضي الله عنهما: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا، لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة).
وغير هذا من الآثار).
الأشعار:
وفي ذم المسألة أشعار كثيرة، اقتصر على بيتين للإمام علي  ابن أبي طالب حيث يقول:
لحمل الصخر من قمم الجبال=أحب إليَّ من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار=فقلت العار في ذُلِّ السؤال([11])
الكتب المؤلفة قديمًا:
نذكر منها على سبيل المثال:
1- التوكل على الله، الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا.
2- الرزق الحلال، الحارث بن أسد المحاسبي.
3- رسالة في الحث على التجارة، أبو بكر الخلاَّل.
وغير ذلك من الكتب.
العلاج العملي للتسول:
يتمثل العلاج العملي في أمرين:
الأول: تهيئة العمل المناسب لكل عاطل قادر على العمل، وهذا هو واجب الدولة الإسلامية نحو أبنائها.
الثاني: ضمان المعيشة الملائمة لكل عاجز عن اكتساب ما يكفيه.
شبهة: يظن بعض الناس أن الزكاة صدقة تعطى لكل سائل وتوزع على كل متسول. ويظن أنها تعين على كثرة السائلين والمتسولين الشحاذين!!!
والحقيقة: أن الزكاة لو فهمت كما شرعها الإسلام، وجمعت من حيث أمر الإسلام، ووزعت حيث فرض الإسلام أن توزع  لكانت أنجح وسيلة في قطع دابر التسول والمتسولين.
عن عبدالله بن عدي الخيار رضي الله عنه أن رجلين أخبراه أنهما أتيا النبي عليه الصلاة والسلام يسألانه عن الصدقة، فقلَّب فيهما البصر، ورآهما جلدين، فقال: ((إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب)).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد يهمك أيضاً :