الغزو الثقافي عند شباب هذا العصر , المشكلة وكيفية المواجهة

الغزو الثقافي عند شباب هذا العصر 
 المشكلة وكيفية المواجهة
يواجه الشباب تحديات ومشكلات كثيرة في هذا العصر ، ومن هذه المشكلات مسألة الغزو الثقافي، الذي يأتي في صور كثيرة كمحاربة اللغة والثقافة ، وفرض لغات وثقافات أجنبية محلها، كالدعوة التي نادت بترك اللغة العربية، واستعمال اللهجات المحلية، لتمزيق الأمة، وفصلها عن تراثها، أو كالدعوة إلى تدريس العلوم في الجامعات العربية باللغات الأجنبية. وقد تأثر بعض الشباب بهذه الدعوات، فأخذ يقلد أصحاب اللغات والثقافات الأجنبية في كلامهم، وسلوكهم.
يشعر الشباب - أحيانا - بالتناقض بين ما تعلمه في بيته ومدرسته ومجتمعه من أخلاق، وبين ما يبث في وسائل الإعلام من أخلاق تخالف أخلاق مجتمعه ودينه. وكثيرا ما تنجح تلك الوسائل في التأثير في بعض الشباب، ولعل هذا سبب انتشار المخدرات والجريمة بصورها المختلفة في بعض المجتمعات.
يشكو الشباب من أن المجتمع، لا يهتم بهم كثيرا، ويقولون إن فرص التعليم العالي أصبحت قليلة، وإن الشاب بعد أن يتخرج في الجامعة، لا يجد العمل الناسب، ويرى أن الزواج يكلف كثيرا من المال. ولا شك أن الشباب على حق في كثير مما يقولون. وعلى المجتمع أن يعمل على حل مشكلات الشباب؛ حتى يشاركوا في عملية البناء.
 الإسلام دين التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، الذي بعث الله به الرسل جميعا، وألهم نوح - عليه السلام - وآخرهم محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام). والإسلام هو الدين الباقي الذي نسخ جميع الرسالات قبله. قال الله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه). وهو صالح لكل زمان ومكان. وهو دين عام لجميع البشر؛ لذا فقد تكفل الله تعالى بحفظه. قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). والمسلم لا يؤمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وحده، وإنما يؤمن كذلك بجميع الرسل، الذين سبقوه. قال تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).
فالإسلام يدعو إلى رفع الظلم عن الأفراد والمجتمعات؛ لذا فقد انقادت إليه الشعوب رغبة لا رهبة، فوجدت فيه المساواة بين الناس جميعا، وإن اختلفت ألوانهم، ولغاتهم، وبيئاتهم. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (كلكم لآدم وآدم من تراب. لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى).
لذا إن أهم عامل من وجهة نظري للتغلب على تحدي الغزو الثقافي والفكري للشباب يبدأ عن طريق المجتمع بكافة تفاصيله بدأً بالأسرة والمدرسة وذلك بتهيئة الوسائل المناسبة لهذه الفئة ودعمها واحتوائها من قبل المجتمع والجهات المسئولة كالوزرات المختصة بفئة الشباب ونشر التوعية بينهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد يهمك أيضاً :