تعريف المتغيرات وأنواعها

تعريف المتغيرات وأنواعها
 تعريف المتغير :-
يعرف المتغير بأنه كل خاصية لها قيمتان فأكثر وبتعريف أكثر وضوحاً يمكننا القول بأن المتغيرات عبارة عن مشاهدة يمكن أن تأخذ قيماً كمية أو نوعية وأن هذه القيم متغيرة وليست ثابتة ، ويعبر البعض عن المتغير بالعنصر أو العامل ، وقد تتصف المشاهدة الخاصة بالمتغير بالاستمرار أو بالاتصال كالمسافة والوزن والسن وسنوات التعليم ، وقد تكون صفة المتغير منفصلة كالنوع والجنسية واللون والدين ... إلخ .
وقد يأخذ المتغير قيمتين فقط كالنوع ( ذكر وأنثى ) ، وقد يكون للمتغير أكثر من قيمتين ن ويطلق على المتغيرات التي لها قيمتان فقط المتغيرات المتفرعة ثنائياً ، وهذه متغيرات تحتوي إحدى قيمها على صفة معينة ولا تحتوي القيمة الثانية على هذه الصفة ، فمثلاً يمكن التعبير عن متغير النوع : ذكر وغير ذكر ، وغالبية متغيرات العلوم الاجتماعية ليست في طبيعتها من هذا النوع ، أي أن غالبية متغيرات العلوم الاجتماعية في الطبيعة تأخذ قيماً متعددة ، كالمهنة مثلاً أو مستوى التعليم أو مستوى الدخل ، ولكن تحويل المتغيرات ذات القيم المتعددة إلى متغيرات ثنائية أسلوب شائع بين الباحثين في العلوم الاجتماعية إذ يضطر الباحث في كثير من الأحيان ليتمكن من الاستعانة بأساليب إحصائية معينة إلى تحوير متغيراته بحيث تصبح ثنائية التصنيف ، فمتغير المهنة قد يحتوي في دراسة ما على عشرة أو عشرين نوعاً ( قيمة ) قد يعيد الباحث تصنيفه أثناء عملية تحليل البيانات إلى : (1) مزارع و(2) غير مزارع وتشتمل هذه الفئة على جميع وحدات العينة التي لأصحابها مهن غير الزراعة ، أو يتم التصنيف إلى موظف وغير موظف أو وظائف مدنية ووظائف عسكرية وهكذا .
ويهتم الباحث عند إعداده تصميم البحث بتحديد المتغيرات الرئيسية وتحديد العلاقة بينها ، ويقوم عادة بصياغة العلاقات بين المتغيرات الرئيسية في شكل فروض رئيسية ، وقد يكتشف بعض المتغيرات التي تلعب دوراً في البحث أثناء عملية تحليل البيانات ، ويمكن حصر المتغيرات الهامة عن طريق الدور الذي تلعبه في التأثير على الظاهرة موضوع الدراسة في الأنواع التالية:-
1-  المتغير المستقل

هو ذلك المتغير الذي يؤثر في متغير آخر أو أنه المتغير الذي يؤدي التغير في قيمه إلى إحداث تغير في قيم متغير آخر ، وبعبارة أخرى المتغير المستقل هو السبب الذي يؤدي إلى حدوث ظاهرة أو تغير آخر.  
 2- المتغير التابع
هو ذلك المتغير الذي يؤثر فيه متغير آخر ، أي أن قيمه تتأثر بالتغير الذي يطرأ على قيم المتغير المستقل ، وبعبارة أخرى المتغير التابع هو النتيجة .
ولو فرضنا أن التعليم متغير مستقل وأن الدخل متغير تابع فغنه كلما ارتفعت درجة تعليم الفرد كلما ارتفع دخله .
ولكن بعض المتغيرات في العلوم الاجتماعية تربطها ببعضها علاقة تبادل ، أي أن كل واحد يؤثر في الآخر ويتأثر به ، ففي بعض المجتمعات يحتاج الفرد إلى دفع مصروفات التعليم وكثيراً ما تكون هذه المصروفات باهظة ، كما يرتبط الدخل إلى حد كبير بمستوى التعليم ونوعيته ، ولذلك فلكي يحصل الفرد على دخل أعلى يحتاج إلى الحصول على شهادة تعليمية عالية ولكي يحصل على تعليم عال يجب أن تكون له إمكانيات مادية مناسبة ، وفي هذه الحالة فإن كلاً من المتغيرين يؤثر ويتأثر بالمتغير الآخر.  
 3- المتغير المتداخل
هو ذلك المتغير الذي يكون نتيجة من نتائج المتغير المستقل وشرطاً لحدوث المتغير التابع ، ويكتشف الباحث مثل هذا المتغير بعد أن تشير تحليلات بياناته إلى وجود علاقة بين متغيرين ( مستقل وتابع ) ، وعندما يحاول تفسير أسباب هذه العلاقة فإنه يفكر في عدد من التفسيرات التي تحتمل أن تحل محل العلاقة التي تشير إليها البيانات ، وفي أثناء هذه المرحلة يقوم الباحث بتحييد أثر عدد من المتغيرات ، وفي حالة وجود متغير متداخل فإن العلاقة التي سبق إثباتها بين متغيرين تضعف إذا تم تحييد أثر المتغير المتداخل وتقوى في حالة وجوده .
وقد نكتشف عند دراسة للأطفال الجانحين أن الأسر التي حدث بها طلاق تساهم بنسبة أعلى في ظاهرة جنوح الأحداث من الأسر التي يعيش فيها الزوجان معاً ، وتدعو هذه النتيجة إلى التأمل في الأسباب الكامنة وراء هذا الوضع ولذلك نفكر في عدد من الظروف الاجتماعية التي تنتج عن حالة الطلاق والتي قد تكون ظروفاً شرطية لحدوث الانحراف ، ولا شك أن بين أهم المتغيرات التي يمكن أن يفكر فيها الباحث في مثل هذه الحالة هو دور الأب في الإشراف على تربية الأطفال ، وقد نقول أن السبب الرئيسي للانحراف هو أن الأطفال الذين يعيشون في منزل فيه أم فقط لا يحصلون على العناية الضرورية لتشرّب القيم الرئيسية ولتعلم احترام النظم والقوانين الرئيسية ، وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة من التفكير فيمكن القول أن نسبة من أطفال الأسر المطلقة لا يحرمون من عناية رجل كبير يقوم بدور أو بجزء من دور الأب ، فقد تتزوج الأم فيقوم بهذه المهمة زوج الأم وقد ينتقل الأطفال للحياة مع أسرة العم أو أسرة الخال أو الجد أو قريب آخر ، وبذلك نحاول تقديم متغير ثالث والنظر إلى العلاقة الأصلية في ضوء وجود هذا المتغير ولنسميه وجود الأب أو من يقوم مقامه ، وقد نكتشف عندئذ أن العلاقة الأصلية بين التفكك الأسري وجنوح الأحداث قد ضعفت كثيراً أو زالت نهائياً ، وغياب الأب جاء نتيجة للطلاق وأصبح شرطاً لحدوث المتغير التابع وهو الانحراف أو الجنوح .
 4- المتغير الدخيل
هو المتغير الذي يكون وراء علاقة ظهرت بين متغيرين ( مستقل وتابع ) ، فقد يكون السبب الحقيقي للعلاقة التي ظهرت أثناء تحليل البيانات بين متغيرين أن كليهما نتيجة لسبب مشترك ، وفي هذه الحالة لا توجد في الواقع علاقة بين المتغيرين اللذين افترض الباحث أن أحدهما مستقل والآخر تابع.  
وقد يشاهد الباحث أنه كلما ارتفع عدد الهواتف في مجتمع ما كلما زاد عدد المسافرين بالطائرات ، وقد تؤدي هذه المشاهدة إلى أن يستنتج الباحث أنه كلما زاد عدد الهواتف كلما سهلت عملية القيام بحجز أماكن على الطائرات وارتفع عدد المسافرين بالطائرات ، وقد لا تكون علاقة سببية بين المتغيرين إلا أنهما نتيجة لتحسن الإمكانيات الحديثة وأنهما مظهران من مظاهر التحديث أي نتيجة مباشرة لظاهرة واحدة .
 5- المتغير السابق
هو المتغير الذي يحدث في زمن سابق للمتغير المستقل ويؤثر فيه وبذلك يساهم في إحداث الظاهرة أو المتغير التابع ، فقد يجد الباحث في دراسة اجتماعية أن التديّن له علاقة بتقديم خدمات اجتماعية إلى الغير ، أي أنه كلما كان الإنسان أكثر تديناً كلما زادت كمية مساهمته في الأعمال الخيرية وفي تقديم الخدمات دون مقابل ، ولكن يقوم الباحث بالتعرف على كل المتغيرات التي تؤثر في درجة تدين الفرد ، وقد يجد أن أهم هذه المتغيرات هو تديّن الأب وهذا يعني أنه كلما كان الأب متديناً كلما ارتفعت درجة احتمال أن يكون الإبن متديناً ، وبالنسبة للعلاقة التي افترضنا أن الباحث شاهدها بين التديّن وخدمة الغير يكون تديّن الأب متغيراً سابقاً ، ووجود المتغير السابق من شأنه أن يقوّي درجة العلاقة ولكن غيابه لا يقود إلى غياب العلاقة أو تلاشيها ، فقد يكون بعض الأفراد متدينين تديناً قوياً على الرغم من أن آباءهم غير متدينين .
ويخلط البعض بين هذا النوع من المتغيرات والمتغير المتداخل ، ولعل أيسر السبل للتمييز بين النوعين هو أن المتغير السابق يحدث عادة في فترة زمنية سابقة لحدوث المتغير المستقل والتابع ، ولكن المتغير المتداخل يقع خلال الفترة الزمنية الفاصلة بين المتغيرين المستقل والتابع .
إن طبيعة الظاهرة الاجتماعية تجعل الباحث يتوقع وجود عدد من العلاقات بين المتغيرات الرئيسية ، وتحتم هذه الطبيعة على الباحث ألاّ يقف عند تحليل بياناته على المستوى الأول من تحليل البيانات وهو مستوى تحديد علاقة بين متغيرين إذ يستحسن أن يسأل الباحث نفسه هل هذه العلاقة التي شاهدتها أو أثبتّها هي العلاقة الوحيدة الممكنة بين المتغيرين أو هل هي العلاقة الحقيقة بين المتغيرين ؟، وللإجابة على مثل هذا التساؤل يستدعي الأمر التفكير في عدد من العلاقات الممكنة والتي يمكن أن يعبّر عنها في شكل أنواع للمتغيرات ، وهذه الأنواع التي ذكرناها هنا ليست هي جميع هذه الأنواع ولكنها تمثل في رأينا أهمها .
ويقوم الباحث عادة بوضع تصميم بحث يأخذ فيه بعين الاعتبار مثل هذه العلاقات ، وقد يخطط أن يحيد أثر بعضها أثناء تصميم الدراسة عن طريق المزاوجة بين المجموعات أو عن طريق الارتفاع بدرجة تشابه وحدات العينة ، وقد يقوم الباحث بتحييد أثر المتغيرات لتحديد العلاقة بينها أثناء عملية تحليل البيانات ، وهذا الإجراء الأخير شائع كثيراً في الدراسات المسحية والتي هي نوع التصميمات الأكثر انتشاراً في الدراسات الاجتماعية.

هناك 11 تعليقًا:

قد يهمك أيضاً :