السياحة الإلكترونية ...!
مع التطور الهائل في تقنية المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا بشكل عام أصبحنا نشاهد المزيد من الخدمات المتجددة في كافة مجالات الحياة بما فيها السياحة حيث فرضت المتغيرات التكنولوجية والتطور فى تقنية المعلومات والاتصالات صوراً حديثة للتعامل فى مقدمتها الخدمات السياحية الإلكترونية التى أصبحت فى الوقت الحالي ضرورة حتمية لا يمكن لأى نشاط سياحى تجاهله. وأصبح الحديث عن هذه الخدمات مثار اهتمام العديد من الدراسات القانونية والسياحية فى محاولة لوضع أطر قانونية وتنظيمية لها.
ومن ثم يتناول هذا البحث تعريف مفهوم السياحة الالكترونية وارتباطه بمفهوم التجارة الالكترونية باعتباره الإطار الأوسع لعمل السياحة الالكترونية، وبيان أهمية السياحة الالكترونية، ومتطلبات تطبيقها بالنظر إلى سرعة التغيرات المتعاقبة فى بيئة العمل السياحى على المستويين الدولى والمحلى.
أولاً: تعريف السياحة الالكترونية
يصنف مفهوم السياحة الالكترونية من المفاهيم الحديثة جداً فى علم السياحة التى تتداخل بشدة مع مفهوم التجارة الالكترونية. وقد حاولنا أن نرصد عدة تعريفات لمفهوم السياحة الالكترونية، ومن أهمها أنه يشير إلى "استخدام الأعمال الالكترونية فى مجال السفر والسياحة، واستخدام تقنيات الانترنت من أجل تفعيل عمل الموردين السياحيين والوصول إلى تسهيلات أكثر فعالية للمستهلكين السياحيين"، وأنه "نمط سياحى يتم تنفيذ بعض معاملاته التى تتم بين مؤسسة سياحية وأخرى أو بين مؤسسة سياحية ومستهلك (سائح) من خلال استخدام تكنولوﭽيا المعلومات والاتصالات... وبحيث تتلاقى فيه عروض الخدمات السياحية من خلال شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) مع رغبات جموع السائحين الراغبين فى قبول هذه الخدمات السياحية المقدمة عبر شبكة الإنترنت"
ويُلاحظ على هذه المفاهيم أنها تولى أهمية كبرى للتقدم التكنولوجى الحادث فى شبكة المعلومات الدولية، وتأثيره على الأنماط السياحية المختلفة، وبحيث أصبح بالإمكان تسمية أى نمط سياحى بأنه "الكترونى" إذا ما تم استخدام التقنيات الحديثة فى عرض منتجاته وتقديمها للسائحين على شبكة المعلومات. ويشمل ذلك كافة العمليات السياحية النمطية المعروفة من عروض البرامج السياحية، وحجز الرحلات السياحية وتنظيمها من خلال الإنترنت، وخدمات ما بعد الحصول على المنتج.
وترتبط السياحة الالكترونية ارتباطاً وثيقاً بمفهوم التجارة الالكترونية الذى يتفاوت تعريفه باختلاف النظرة الضيقة والواسعة إليه. فيقصر التعريف الضيق التجارة الالكترونية على عملية تبادل السلع والخدمات عن طريق وسيلة الكترونية أو وسيط الكترونى، وهو المعنى الذى أخذ به مشروع القانون المصرى للتجارة الالكترونية كما تم نشره فى مجلة الأهرام الاقتصادى عام 2001. على حين تعرفها منظمة التجارة العالمية بأنها "أنشطة إنتاج السلع والخدمات وتوزيعها وتسويقها أو تسليمها للمشترى من خلال الوسائط الالكترونية".
وبهذا المعنى الموسع يكون للتجارة الالكترونية خمسة أنواع من الأنشطة المتعلقة بالمعاملات التجارية هى الإعلان عن السلع والخدمات التى يتم عرضها عبر شبكة الانترنت من خلال متاجر افتراضية أو محال بيع على الانترنت، وتبادل المعلومات والتفاعل بين البائع والمشترى، وعقد الصفقات وإبرام العقود من خلال شبكة الانترنت، وسداد الالتزامات المالية من خلال وسائل الدفع الالكترونية، وعمليات توزيع وتسليم السلع والخدمات ومتابعة الإجراءات سواء عن طريق شبكة الانترنتon –line أو عن طريق القنوات العادية. وهذا التعريف يجعل التجارة الالكترونية تتسع لتشمل أية معلومات أو خدمات تقدمها شركة لأخرى أو شركة لمستهلك عبر الانترنت أو غيرها من وسائل الاتصال الالكتروني بدءاً من معلومات ما قبل الشراء وانتهاء بخدمات ما بعد البيع.
على حين يرى البعض أن المفهوم يتسع ليشمل " إنجاز مختلف أنواع الأعمال عن طريق الشبكة الدولية للمعلومات". ويشمل ذلك التعاملات بين الشركات والمستهلكين والتعاملات الحكومية سواء بين الهيئات الحكومية وبعضها البعض أو بينها وبين الشركات الخاصة على شبكة الانترنت.
ثانياً: أهمية السياحة الالكترونية وتأثيرها على الاقتصاد القومى
تنبع أهمية السياحة الإلكترونية من المنافع الضخمة التى توفرها سواء لمقدمى الخدمات السياحية أو للسائحين أنفسهم، والتى تسهم فى تجاوز الحواجز التقليدية فى المعاملات السياحية النمطية، ومن أهم هذه المنافع:
1. تيسير تقديم المعلومات التى تعتمد عليها صناعة السياحة، حيث تتسم الخدمات السياحية بأنها منتجات تتباين فيها المعلومات بشكل كبير فلا يمكن قياس جودتها إلا بالتجربة، وأنها تعتمد بالأساس على ثقة السائح فى جودة الخدمات السياحية التى تقدمها الشركات والمؤسسات السياحية.
ومن هنا أصبح بإمكان المستهلك السياحى الحصول على جميع البيانات والمعلومات التى يحتاجها عن المنتج السياحى من خلال شبكة الانترنت، ويشمل ذلك معلومات عن الطيران والفنادق والبرامج السياحية وأماكن تأجير السيارات.. إلخ. وأسهم ذلك فى تحقيق رغبات السائح وإرضاء احتياجاته الأساسية، وذلك من خلال إمكانية قيام السائح بإجراء العديد من المقارنات بين المواقع السياحية المختلفة واختيار الأنسب منها دون أن يحتاج إلى الانتقال من مكان إلى أخر. وتتيح شبكة الانترنت ذلك من خلال أشكال متعددة تشمل المعلومات التفصيلية المكتوبة والمصورة التى يستطيع السائح من خلالها زيارة الأثر أو تصفح المنتج بنفسه، أو حتى إمكانية قيام السائح بتصميم البرنامج السياحى الذى يرغب فيه دون التقيد ببرنامج مُعد سلفاً ووفقاً للتكلفة التى يستطيع دفعها.
2. تخفيض تكاليف الخدمات السياحية المقدمة ومن ثم تمتع المنتج السياحى بميزة مقارنة نتيجة لانخفاض الأسعار. فمن شأن استخدام السياحة الإلكترونية التقليل من تكاليف التسويق السياحى، وتكاليف الإنتاج ( تسهيل وتسريع التواصل بين منتج الخدمة السياحية والوسيط)، وتكاليف التوزيع ( تسهيل إجراء الصفقات مع شريحة كبيرة من المستهدفين(، بالإضافة إلى خفض حجم العمالة. فعلى سبيل المثال يمكن للسائح تسلم تذاكر الطيران الالكترونية أو وقسيمة التبادل الخاصة بحجز أحد الفنادق من خلال بريده الالكترونى.
3. سهولة تطوير المنتج السياحى وظهور أنشطة سياحية جديدة تتفق مع شرائح السائحين المختلفة، وذلك من خلال قياسات الرأى التى يمكن من خلالها معرفة التوجهات السياحية الجديدة والخدمات الأساسية والمكملة التى يحتاجها السائحون.
4. زيادة القدرة التنافسية للمؤسسات السياحية بما يسهم فى زيادة مبيعاتها وإيراداتها وأرباحها، وهو ما ينعكس فى النهاية على زيادة القيمة المضافة للقطاع السياحى فى الناتج المحلى الإجمالى.
5. وأخيراً كون شيوع استخدام السياحة الالكترونية دليلاً على تقدم البنية التكنولوجية والخدمات الالكترونية فى البلد المعنى، بما يسهم – ضمن عوامل أخرى – فى زيادة الاستثمارات الأجنبية وفى تمتع بنية الأعمال الحكومية والخاصة بالمصداقية فى التقارير الدولية.
وتزداد أهمية السياحة الإلكترونية مع زيادة الاهتمام بالتجارة الإلكترونية فبعد أن كانت السياحة الإلكترونية تسهم بـ 7% من التجارة الإلكترونية زادت النسبة إلى 35% من إجمالى التجارة الإلكترونية فى عام 2002. ورصدت بعض الأبحاث والدراسات ما يلى:
· استخدام أكثر من 64 مليون مواطن أمريكى خدمة الانترنت خلال عام 2003 للبحث عن المعلومات الخاصة بالمقاصد السياحية المختلفة والأسعار والبرامج السياحية، وقيام 66% منهم بالحجز الالكترونى من خلال شبكة الانترنت. ووصول مبيعات الانترنت إلى نسبة 30% من إجمالى سوق السفر فى الولايات المتحدة فى عام 2005.
· زيادة مبيعات السفر عبر الانترنت فى دول الاتحاد الأوربى لتصل إلى مبلغ 14 مليار دولار فى عام 2003.
· امتلاك 80% من الفنادق فى أوربا لمواقع الكترونية، وفقاً لحصر المفوضية الأوربية عام 2005. على حين يوجد فى النمسا مواقع الكترونية لـ 90% من الفنادق، منها 63% تقدم خدمات الييع عن طريق الشبكة، وتصل طلبات الحجز الالكترونى فيها إلى 73%.
· وصول حجم المبيعات السياحية عن طريق التجارة الالكترونية إلى 63 مليار دولار فى عام 2006، منها 20 مليار دولار فى أوروبا.
مقاله ممتازه ومدونه في غايه الروعه
ردحذفالسياحه الالكترونيه ذادت في الفتره الاخيره
ردحذفانا متابع جيد لمدونتك الرائعه واحب ان اشكرك علي هذه المقاله
ردحذفشكرا علي هذه المقاله الرائعه
ردحذفالف شكر علي هذه المقاله الغنيه بالمعلومات
ردحذفسلام عليكم ممكن مساعدة في مراجع حول المواقع الالكترونية للمؤسسات السياحية
ردحذف