النظرية الصراعية والنظرية الوظيفية في علم الاجتماع


نظرية الصراع الاجتماعي
تحت عنوان المصادر المفاهيمية لنظرية الصراع يلاحظ دون مارتنيل في مؤلفة الأكثر شهرة طبيعة وأنماط النظرية السوسيولوجية THE NATUTE TYPES SOCIOLOGICAL THEORY أن البحث عن المادة التي تركز على فكرة الصراع كحقيقة مركزية في المجتمع يكشف عن ثراء كبير متوفر حولها فكل مجتمع يتطلب حد أدنى من مواجهة صراعاته للعيش وتحليل المجتمع من وجهة النظر المرتبطة بصراعاته للعيش وتحليل المجتمع من وجهة النظر المرتبطة بصراعاته النموذجية ليست جديدة ولا ترتبط بالغرب وحده ولذلك يعود مارتنديل إلى تأصيل المفهوم في الحضارة اليونانية عند (بوليس) وإلى الصين القديمة عند (هان في ) وإلى الحضارة العربية الإسلامية عند ابن خلدون وغير ذلك الكثير من الفلاسفة والمفكرين في حقب زمنية مختلفة ويؤكد بأن أفكار هؤلاء جميعها دخلت إلى المناقشات الغربية عن طريق جمبلوفتش وحظيت بالاهتمام من قبل نظرية الصراع الاجتماعي (169- 129- 1960-MARTINDALE) إن تأصيل مارتنديل- سوسيولوجيا- يتعدى على فائدة عظيمة فكما يوضح تيفد لوكورد في نقده للوظيفة أنه في كل المجتمعات أساليب تجعل من الصراع أموالا لا مفر منه وظاهرة حتمية وعلى سبيل المثال فإن تفاوت القوة داخل المجتمع يؤكد أن بعض الجماعات قد تستقل عن الجماعات الأخرى وتكون بؤرة تعد مصدرا للتوتر والصراع في الأنساق الاجتماعية وعلاوة على ذلك فإن ندرة الموارد تؤدي إلى تصاعد المقاومة ضد النظام الذي يتولى توزيع هذه الموارد وأخيرا ثمة حقيقة هي أن الجماعات ذات المصالح المتباينة تتبنى أهدافا متعارضة ومتضاربة وتنافس هذه الجماعات يؤدي إلى حتمية انفجار الصراع في أي لحظة.
كارل ماركس:
يؤكد والاس وولف في مؤلفهما النظرية الاجتماعية المعاصرة إن العناصر الأساسية لنظرية الصراع وضعت من قبل من الرواد العظام في علم الاجتماع ماركس فيبر وهما يلتقيان في مسألتين مثلنا مركز اهتمامهما وهما الطريقة التي تحدد فيها المواقع الاجتماعية قوة أقل أو أكثر لشاغليها وكذلك دور الأفكار في خلق الشرعية للموقع الاجتماعي الذي هو عبارة عن تعبير لوضع قوة معين وبالنسبة لماركس، فإن القوة تمثل مفهوما مركزيا في طروحاته، حيث تتجسد وجوديا بالطبقات الاجتماعية التي تشكل المجتمع والتاريخ والعملية الاجتماعية وآلية التغير إن نقطة البدء المركزية في الطروحات الماركسية تتمثل في افتراض أن موقع الأفراد والجماعات من ملكية وسائل الإنتاج يحدد وضعهم الاجتماعي في بناء القوة داخل المجتمع فإما ينتمون إلى الطبقة المسيطرة أو الطبقة الخاضعة ومعادلة القوة هذه ذات بعد تاريخي لا يمكن تجاهله في النظرية الماركسية وقد أوضح ماركس بأن كل التاريخ السابق لم يكن إلا تاريخ صراع طبقي والشيء الواحد البارز في كل الصراعات السياسية المعقدة والمتنوعة كان النظام الاجتماعي والسياسي للطبقات الاجتماعية ويعود منشأ هذه الطبقات إلى الشروط المادية الملموسة داخل المجتمع (ماركس، إنجلز، لينين، 1975: 165، 157.
لويس كوزر:
يعرف لويس كوزر COER الصراع الاجتماعي في كتابه وظائف الصراع الاجتماعي THE FUNCTIONS OF SOCIAL CONFLICT  بأنه نضال حول قيم وأحقية المصادر والقوة والمكانة النادرة وحيث يستهدف الفقراء المتخاصمين من خلاله تحييد منافسيهم أو الإضرار بهم أو التخلص منهم.
وضمن هذه الصياغة المفاهيمية لمفهوم الصراع يضع كوزر نفسه في قلب نظرية الصراع حيث يظهر التعريف ضمنا تفاضل القوة وما ينبثق عنها من استغلال ومطالبة باستعادة الحقوق المفضية إلى الصراع ولكن منذ البداية يحيد كوزر عن الاتجاه الحقيقي لنظرية الصراع الاجتماعي أكثر من اهتمامه بوظائفة السلبية أو الا وظيفية أي أنه معنى بتلك النتائج المترتبة على الصراع الاجتماعي التي تزيد وتنمي تكيف وتوافق العلاقات الاجتماعية.

النظرية البنائية الوظيفية

لقد سعت البنائية الوظيفية إلى تفسير التوازن والاستقرار في المجتمع فتجاهلت ما قد يتعارض مع أطروحتها من عمليات تثير التوتر أوالتفكك أو الصراع، ومن بين ذلك القوة وتفاضلاتها وما ينشأ عنها من استغلال وصراع وتغير، أي كما في مستخدمه في نظرية الصراع ومن هذا المنطلق نظرت البنائية الوظيفية إلى المجتمع كبناء مستقر وثابت نسبياً يتألف من مجموعة عناصر متكاملة مع بعضها وكل منها يؤدي بالضرورة وظيفة ايجابية يخدم من خلالها البناء العام وجميع عناصر هذا البناء تعمل في إطار من الاتفاقات المشتركة والاجماع القيمي ويمكن متابعة استخدام مفهوم القوة وانعكاساته على المعنى في البنائية الوظيفية من خلال أبرز أعلامها تالكوت بارسونز، وروبرت مبرتون ومن ثم الوظيفية الجديدة عند جفري الكسندر.
 تالكوت بارسونز:
لقد تصور بارسونز القوة باعتبارها علاقة يكون الربح فيها محتملا للطرفين ولذلك فقد عاب على جميع الطروحات التي تفترض ربح أحد الطرفين وخسارة الأخير ومن ذلك نقده لصفوة القوة عند ميلز التي قلل من قيمتها ووزنها واعتبرها فكرة خاطئة ووحيدة الطرف حول طبيعة القوة (المرجع السابق: 494) ولكن كما هو واضح يغيب عن فكرة بارسونز السابقة أن تحقيق الربح بالنسبة لطرفي العلاقة لا يعني أن العلاقة عادلة، أو متوازنة أو أن الاستغلال من قبل القوى للآخر الضعيف لا يجري فيها في معظم أعماله استخدم بارسونز تعريفا وظيفيا للقوة باعتبارها آلية لخدمة المصالح الجماعية ففي مقاله نظرية التدرج الاجتماعي يعرف القوة بأنها القدرة الفعلية لوحدة النسق على تحقيق مصالحها وفي مقاله توزيع القوة في المجتمع الأمريكي  يعرفها بأنها إمكانية أو تسهيل من أجل أداة وظيفية في المجتمع أو نيابة عنه وفي مواضع كثيرة يعرفها بأنها قدرة النسق الاجتماعي على تحقيق وإنجاز الأشياء المتصلة بالمصلحة العامة أو الجماعية(زايتلن 1989- 85).
ربوبرت ميرتون:

لم يؤمن ميرتون بالنظرية الكبرى GRAND التي زعم بارسونز أنه قد أرسى قواعدها واعتبرها غير دقيقة وغير واضحة ولذلك توجه نحو صياغة النظرية متوسطة المدى التي تبني من مفهومات على مستوى أدنى من التجريد وتكشف عن مفهومات محددة إجرائيا بصورة واضحة ومرتبطة بشكل مباشر بالبحث ومن ا فقد حذر ميرتون علماء الاجتماع من التعامل مع مفاهيم النظرية الكبرى باطلاقيتها فلا يوجد تكامل مطلق ولكن هناك مستويات مختلفة من التكامل والعناصر المختلفة تقود إلى درجات مختلفة من التكامل كما أن مفهوم وظيفي بحاجة إلى مزيد من الضبط وعلى علماء الاجتماع أن يتسألوا دائما، وظيفي ولا وظيفي بالنسبة لمن وهكذا حاول ميرتون بناء مفاهيم نظرية أكثر واقعية وقابلة لاشتقاق والاختيار ولكن رغم كل ما فعل بقي مرتون في الإطار العام للوظيفة ومخلصاً لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد يهمك أيضاً :