مفهوم القلق
القلق هو حالة توتر شامل نتيجة الإحساس بتهديد خطر فعلي أو رمزي، أو متخيل، ويصحبها دائماً خوف غامض، وأعراض نفسية وجسمية، ويعد القلق من اكثر حالات العصاب شيوعاً حيث يمثل ما يتراوح بين 30 و 40 % من الإضطرابات العصابية ويشيع لدى الإناث وعند الأطفال والمراهقين وفي سن القعود وكذلك الشيخوخة
أعـراض القلق :
يعاني الشخص القلق من مجموعة من الأعراض الفسيولوجية والسيكوباثولوجية ، ومن بين الأعراض الجسمية التي يصاب بها الشخص القلق ما يلي :






ويضيف عطوف ياسين (1981) عدداً من الاضطرابات الفسيولوجية والتي من بينها برودة الأطراف وارتجافها وخصوصا الأيدي ، اضطرابات النوم ، اضطرابات التنفس ، فقدان الشهية ، والصداع ، والشعور بالدوار والدوخة ، كما يشبع أيضاً آلام الرقبة والظهر ، وحدوث الرعشة والألم عند القيام بأي حركة ، وربما يظهر عدم الاستقرار والرعونة في الإتيان بالحركة الدقيقة ، وحدوث رجفة للصوت (أحمد عبد الخالق ، 1986) يضاف إلي ذلك حدوث اضطراب في الوظائف الجنسية عند الرجل والذي يظهر في تأخر القذف أو العجز عن البقاء منتصباً لبعض الوقت ، أو عدم القدرة على الانتصاب نهائيا ، بينما يظهر عند الأنثى في صورة إعراض عن الفعل الجنسي وتقلص المهبل (كوفيل وآخرون ، 1986)
أما الاضطرابات السيكوباثولوجية فتظهر في الشعور بالخوف الشديد ، وتوقع الأذى والمصائب ، وعدم القدرة على تركيز الانتباه ، والإحساس الدائم بتوقع الهزيمة والعجز ، وعدم الثقة والطمأنينة ، والرغبة في الهروب من الواقع عند مواجهة أي موقف من مواقف الحياة (عطوف ياسين ، 1981)
أسباب اضطراب القلق:
(1) العوامل البيولوجية :
هناك افتراض أن النورأدرينالين والجابا(GABA) والسيروتونين في الفص الأمامي والجهاز الطرفي من المخ يشتركون معاً في باثوفسيولوجية هذا الاضطراب ، وأن هؤلاء المرضي يميلون لأن يكون لديهم زيادة نشاط السمبتاوي واستجاباتهم مبالغ فيها … كما لوحظ وجود شذوذات في تخطيط الدماغ خاصة في إيقاع ألفا وفي فرق الجهد المستحث ، وكشفت دراسات تخطيط الدماغ أثناء النوم عن نقص النوم المتميز بموجات دلتا البطئية ، ونقص المرحلة الأولي من النوم بطئ الموجة ، بالإضافة إلي نقص النوم المصحوب بحركة العين السريعة ، وهذه التغيرات مختلفة عن ما يلاحظ في مرض الاكتئاب ، والملاحظ أن هذه التغيرات البيولوجية مبنية على قياسات موضوعية تقارن وظائف الدماغ لدى مرضي القلق بالأسوياء ، سواء كانت التغيرات البيولوجية أولية أو ثانوية لتأثيرات القلق فهذا لم يتحدد بعد .
ولوحظ أن (25%) من أقارب الدرجة الأولي للمرضي يصابون أيضا بالقلق ، مما يشير إلي دور للجينات الوراثية ولكن دراسات التوائم لم تؤكد ذلك ، بل أثارت نتائجها الجدل حول دور الجينات الوراثية .
(2) العوامل النفسية الاجتماعية :
عرف فرويد القلق بأنه إشارة إلي أن نزعة غير مقبولة تضغط للمثول والخروج ، والقلق كإشارة يوقظ الأنا لعمل دفاعات ضد هذه الضغوط القادمة من الداخل ، إذا تصاعد القلق عن الحد الأدنى من الشدة المميز لوظيفته كمخدر ، فإنه قد يبزغ بكل اشتعاله في نوبات هلع ، الأمثل أن استخدام الكبت فقط سوف ينتج استعادة التوازن الفسيولوجي دون تكون أعراض ، حيث أن الكبت الفعال يحتوي تماما الغرائز وتأثيراتها المرتبطة بها وخيالاتها بدفعها إلي اللاشعور ، أما إذا فشل الكبت كدفاع فإن دفاعات أخرى : مثل القلب والنقل والنكوص قد تنتج وتتكون الأعراض وهكذا تتكون صورة القلق أو العصاب .
والقلق في إطار النظرية التحليلية أحد الأربعة الآتية :
(1) قلق الغرائز(Id anxiety) : ويشار به إلي عجم الراحة الأولية المبهمة الذي ينتاب الطفل عندما يشعر أنه مربك باحتياجات ومثيرات يشعر معها أنه عاجز ويسبب له هذا فقد التحكم والسيطرة .
(2) قلق الانفصال(Separation anxiety): ويعزي إلي مرحلة قبل أوديبية، ولكن الطفل أكبر من السابعة ، ويخاف من فقد الحب أو أن يصبح منبوذاً من والديه إذا فشل في ضبط نفسه وتوجيه نزعاته في تطابق مع قيمهم ومتطلباتهم .
(3) قلق الخصاء : وهو يميز الطفل في الموقف الأوديبي المصحوب بخيالات ومخاوف الخصاء المرتبط بنمو نزعاته الجنسية وقد يتكرر لدى البالغ في شكل مرضي .
قلق الأنا الأعلى : وهو نتيجة مباشرة للنمو النهائي للأنا الأعلى الذي يميز حل العقدة الأوديبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق