العمارة عند كتاب الاقتصاد الإسلامي في العصر الحاضر:

لقد كان لكتَّاب الاقتصاد الإسلامي آراء خاصة في العمارة، وما تميَّزت به عن التنمية الاقتصادية. وسوف نعرض لنماذج مختارة من هذه الآراء..
1- د. شوقي دنيا.. حيث يقول: (إن لفظ العمارة أو التعمير يحمل مضمون التنمية الاقتصادية، وقد يزيد عنها، فهو نهوض في مختلف مجالات الحياة الإنسانية، وإن تناول بصفة أولية جوانب التنمية الاقتصادية بمعناها المتعارف عليه في علم الاقتصاد، الذي لا يخرج في خطوطه العامة عن تعظيم عمليات الإنتاج المختلفة..).
2- د. يوسف إبراهيم يوسف.. حيث يقول: (إن هناك مصطلحًا خاصًا يستخدمه المفكرون المسلمون، ويعالجون قضايا التنمية داخل إطاره، هذا المصطلح هو مصطلح العمارة.. والعمارة لها إطلاقان تبعًا لما تضاف إليه، فهناك عمارة الأرض، وهناك عمارة البلاد... وإذا كان اصطلاح ((عمارة الأرض)) يشمل مضمون التنمية الاقتصادية وزيادة، فإن اصطلاح عمارة البلاد يشمل مضمون التنمية الاقتصادية وأكثر من الزيادة.. كما أن لمفهوم العمارة أبعادًا اجتماعية وثقافية ودينية وحضارية لا يتضمنها مفهوم التنمية الاقتصادية، الذي ربما يكون مقصورًا على الجانب المادي من الحياة على الأقل في ظل مفهوم الغرب الرأسمالي والشرق الشيوعي له...).
3- الأستاذ علي خضر بخيت.. إذ يقول: (استخدم المسلمون الأوائل تعبير ((عمارة الأرض)) للدلالة على التنمية الاقتصادية...).
4- د. محمد علي القري بن عيد... حيث يذكر: (أن أكثر الكتَّاب - بل ربما كلهم - يرى مفهوم العمارة مرادفًا لمفهوم التنمية الاقتصادية تلمسًا من قوله تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: 61].. إذ فيها معنيان يتعلقان بالتنمية:
الأول: في قول الجصاص: إن في هذه الآية دلالة على وجوب عمارة الأرض للزراعة والغراس والأبنية.
والثاني: في قول القرطبي: إن فيها طلبًا للعمارة، والطلب المطلق من الله تعالى يكون على الوجوب.. لذلك استنتج أولئك الكتَّاب أن الإسلام قد سبق إلى مفهوم التنمية وقال بوجوبها).
5- د. محمد شوقي الفنجري.. إذ يقول تحت عنوان ((المفكرون المسلمون أول من عالج قضايا التنمية الاقتصادية)): (عالج الفقهاء القدامى قضايا التنمية الاقتصادية، مبيِّنين بجلاء أنها ليست عملية إنتاج فحسب، وإنما هي عملية كفاية في الإنتاج مصحوبة بعدالة في التوزيع، وأنها ليست عملية اقتصادية بحتة، وإنما هي عملية إنسانية تبتغي تنمية الإنسان وتقدمه بشقيه المادي والروحي... إن التنمية الاقتصادية قد شغلت المقام الأول من فكر علماء المسلمين القدامى، وإن بحثت تحت لفظ ((عمارة الأرض)) واصطلاح عمارة الأرض يشمل مضمون التنمية الاقتصادية وزيادة..).
6- د. علي عبد الرسول.. حيث يقول في كتابه ((المبادئ الاقتصادية في الإسلام)): (إن العمارة - بما تعرف في أيامنا هذه - يمتد أفقها إلى أبعد مما عرف سلفنا الصالح من الزراعة والغراس والأبنية، إلى استثارة ما في الأرض من أنواع المعادن، والتوسع في المنافع العمرانية باستحداث المصنوعات المختلفة والمرافق الضرورية، والوسائل الميسرة للمصالح وما يتبع ذلك كله من تبادل السلع والغلات ونقل التجارة أو جلبها من هنا وهناك..).
7- د. سعيد سعد مرطان.. يقول: (لفظ العمارة يحمل في مضمونه التنمية الاقتصادية والنهوض بالمجتمع في مختلف مجالات الحياة الإنسانية، وهذا جوهر ما تسعى إليها نظريات التنمية الاقتصادية.. لذلك فالعمارة أكثر شمولية من مفهوم التنمية الاقتصادية كما يعرفها الاقتصاديون المعاصرون، فهي مرحلة تسبق تحقيق هدف أسمى وهو العبودية لله سبحانه وتعالى..)(.
أكتفي بهذه الآراء وبهؤلاء الكتَّاب وما ذكروه فيما يتعلق بمفهوم العمارة وما تتميز به...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد يهمك أيضاً :